إلى جانب ما سبق عن الموشح هناك أصناف اخرى من التأليف الموسيقي.
الدور
كود:
هو نوع من الزجل ينظم متحرراً من فصاحة اللغة والأوزان العروضية المعروفة ، معناه الحركة ، أي عودة الشيء إلى ما كان عليه وفي الغني فإن الملحن يلتزم بالعودة إلى اللحن الأساسي بعد أن يفرغ من التنقل بين المقامات ليستقر على نغمة المقام الأساسية عرف الدور في مصر في عشرينات القرن الماضي وانتشر منها كود:
يتألف الدور من
المذهب: وهو الجزء الأول من الدور وتؤديه المجموعة
الأغصان: وهو يلي المذهب حيث ينفرد المغني الرئيسي بأداء الغصن الأول ثم ينتقل إلى الأغصان الأخرى وبين كل غصن وغصن يعود إلى المذهب
كان تلحين الغصن مثل تلحين المذهب ، كما كان يوزن غالباً على إيقاع الوحدة الكبيرة أو المصمودي الكبير وهي إيقاعات بسيطة وكان يحلو للبعض أن يلحن المذهب على إيقاع والأغصان على إيقاع آخر فمثلاً في دور "يللي بتشكي م الهوى هون عليك" للشيخ زكريا أحمد حيث استخدم إيقاع النواخت في المذهب وإيقاع الوحدة والفالس في الأغصان ، وقد تطور الدور فيعد ان كان المغني يردد اللحن منفرداً على لحن المذهب صار يردده عدداً من المرات بألحان مختلفة تغاير لحن المذهب ، مرة لوحدة وأخرى مع المجموعة ومن ثم ينفرد المغني بالغناء لوحده فيتصرف في اللحن على هواه في حركة يطلق عليها اسم الهنك
ومن أئمة ملحني الأدوار
محمد عثمان الذي يعود الفضل إليه في تهذيب الدور من حيث الجمل الموسيقية وهو أول من أوجد طريقة الهنك في أداء الدور ومن أشهر أدواره " يامنت وحشني" مقام حجاز كار ، إيقاع مصمودي
عبده الحامولي الذي كان يأخذ الدور القديم فيصقله ويثقفه ويهذبه فيخرج طرياً وأعمق تأثيراً وأكثر طرباً أما صوته فقد وصفه سامي الشوا بأنه كان أعجوبة في قوته وحلاوته وطلاوته وسحره ، فكان يبدأ من القاعدة العريضة ثم يرتفع شيئاً فشيئاً حتى يصل إلى الأجواء العالية التي لايلحق بها لاحق، وكثيراً ما كان عازف القانون يقف عن العزف لأن صوت الحامولي تجاوز في ارتفاعه أعلى طبقة من أوتار آلة القانون ومن أشهر أدواره "الله يصون دولة حسنك" من مقام حجاز كار وإيقاع وحدة كبيرة كود:
وهناك آخرون أيضاً ممن اهتموا بالدور نذكر منهم داوود حسني و محمد القصبجي و زكريا أحمد و رياض السنباطي و محمد عبد الوهاب و سيد درويش
القصيدة
كود:
هي شعر عمودي مقفى، وتعتبر من أرقى أنواع الغناء العربي وتغنى ملحنةً أو مرتجلةً فإن كانت ملحنةً فيجب أن يكون هناك لوازم موسيقية وإيقاع محدد يلائم هذا الشعر ، أما إذا كانت مرتجلة فتعتمد على مقدرة المغني أولاً وأخيراً وعلى حسن تصرفه في المقام كود:
يعتبر الشيخ أبو العلا محمد هو الرائد الأول في تلحين القصيدة ، فقد حافظ على القالب التقليدي للقصيدة ، وألزم المطربين بالتقيد الكامل بشروطه من خلال اللحن الذي يضعه ، ولم يسمح بالتصرف فيه إلا في الحدود الضيقة التي يتطلبها أسلوب الارتجال في العرض الصوتي
ومؤلفاته لا تخرج بمجموعها عما ذكرناه ، وتعتبر حتى اليوم صورة ناطقة عن تعصبه وحبه للغة العربية الفصحى وتعتبر قصائد أبي العلا محمد نموذجاً مثالياً للقصيدة العربية في الغناء الكلاسيكي لحناً وأداءً وصياغةً ومن أشهرها "وحقك أنت المنى والطلب" و أفديه إن حفظ الهوى
أما محمد القصبجي فكان يحلم بأن يتكلم من خلال القصيدة ، بلغة العصر الذي يعيش فيه ومن هنا تباينت طريقتا أبي العلا ومحمد القصبجي في نظرتهما لمستقبل القصيدة فالأول يريد التمسك بقالب القصيدة واللغة العربية الفصحى والثاني بدأ يحاول في تطوير قالب القصيدة كي تتفق وحاجات العصر الذي تعيش فيه فكانت قصائده الأولى لأم كلثوم كود:
أما محمد عبد الوهاب فقد استفاد من اصلاحات الشيخ أبي العلا محمد و القصبجي معاً ، لكنه لم يخرج عن القالب التقليدي كثيراً ومن أشهر قصائده يا جارة الوادي
الدايالوج
كود:
وهو عمل غنائي موظف ضمن عمل درامي ، ويشترط في غناء الديالوج شخصين مطرب ومطربة ومن أشهر من غنى الديالوجات كود:
محمد عبد الوهاب و ليلى مراد يادي النعيم
رياض السنباطي و هدى سلطان فاضل يومين كود:
إبراهيم حمودة وأم كلثوم إحنا لوحدنا
المونولوج
كود:
ولد المونولوج في الثلاثينيات على يد أحمد رامي الذي صاغه شعراً و محمد القصبجي الذي ترجم الشعر إلى غناء كود:
والمونولوج هو غناء إفرادي يؤديه المطرب أو المطربة بعيداً عن المرددين وبمصاحبة الفرقة الموسيقية ، ولا يشترط فيه سوى التقيد كسائر القوالب الفنية في نهايته بالمقام الذي بدأ به لحناً وغناءً
من الناحية الفنية يتألف المونولوج من مقدمة موسيقية تسبق الغناء ومن لوازم وجمل موسيقية تترجم معاني الكلمات إلى لحن يتفق مع معاني الأبيات ويقال عن المونولوج بأنه أغنية عاطفية تكتب شعراً تعتمد على تفعيلات سهلة من بحور الشعر أو مجزوئه وذات قوافٍ واحدة أو متعددة ، وإما زجلاً يجمع بين الفصحى والعامية كود:
ومن أشهر أمثلة المونولوج لدينا "دخلت مرة الجنينة" لأسمهان و "رقّ الحبيب" لأم كلثوم
الطقطوقه
كود:
هي نظم من الزجل، عالجه عدد من الشعراء أمثال بديع خيري و بيرم التونسي و أحمد رامي ، وحوله إلى غناء الموسيقار زكريا أحمد وكان ذلك في الثلاثينيات كود:
وتعتمد الطقطوقة على لازمة موسيقية واحدة ، يليها المقطع الأول ثم تعاد اللازمة وننتقل إلى المقطع الثاني ، ثم اللازمة ، وبعدها المقطع الثالث ثم اللازمة ليتم بذلك قفل الطقطوقة كود:
أهم الطقطوقات التي لحنها الشيخ زكريا أحمد ، "جمالك ربنا يزيدو" و "ليه عزيز دمعي تذله" و "اللي حبّك يا هناه" وأشهر هذه الطقاطيق على الإطلاق طقطوقة " غني لي شوي شوي" وذلك عام 1944 في فيلم سلامة لأم كلثوم ، ثم عمد زكريا أحمد إلى تطوير الطقطوقة فجعلها قريبة من المونولوج من حيث اللحن فحلق بها إلى آفاق عالية كما فعل بطقطوقة حبيبي يسعد أوقاته
الموال
كود:
صنف من صنوف الشعر الشعبي العربي المعروف منذ زمن طويل ، ومنهم من يعتبر بداية الموال عند بداية ظهور الإسلام ومنهم من يرده إلى مدينة واسط في العراق إلى أواخر العهد الأموي كود:
أنواع الموال
السداسي المصري: ويتكون في الأربع شطور الأولى من قافية معينة وفي الشطر الخامس قافية مختلفة ، ثم يأتي الشطر السادس والأخير بنفس قافية الأشطر الأربع الأول
السبعاوي العراقي: ويسمى أيضاً بالبغدادي لأن أهالي بغداد هم من أوجدوه ونشروه ، ويسمى في سورية بالموال الشرقاوي، تكون فيه الأشطر الثلاث الأول من قافية والأشطر الثلاث الباقية من قافية أخرى أما الشطر السابع فتكون له نفس قافية الشطر الأول
كما توجد أنواع كثيرة من المواويل كالثماني والتسعاوي والعشراوي ، وفي جميع هذه المواويل يراعى الطباق والجناس والزخرفة اللفظية في نظمها
مواضيع المواويل
في الغزل بقي الموال الشعبي الغزلي محافظاً على عفته ، حيث يكتفي الناظم بوصف عيني حبيبته ووجها الصبوح وسهام لحظها
وفي العتاب كانت مواويل العتاب والحنين ذروة في الصدق
وفي المدح فقد لعب الموال دوراً هاماً في المدح ،إلى درجة يقال فيها أن موالاً واحداً أغنى صاحبه في إحدى المرات
أما الغناء بكلمة ياليل فهو غناء ارتجالي شجي يراعى فيه التطريب ويظهر المغني فيه براعته في تلاعبه في التنقل بين النغمات واستعراض المجال الصوتي العريض عنده واستخدام علمه الموسيقي في التنقل بين مقام وآخر
ومن أشهر الأمثلة لدينا
ليالي غير موزونة لـ بكري الكردي
ليالي موزونة لـ صباح فخري كود:
ليالي موزونة لـ كارم محمود
قوالب التأليف للآلات الموسيقية
كود:
القوالب المستخدمة في الموسيقى العربية منها ما هو عربي ومنها تركي ومنها فارسي كود:
البشرف
كلمة فارسية معناها إلى الأمام ، والمقصود بهذا القالب أن يؤدى كبداية لكل عمل غنائي ، أو وصلة غنائية ، ولايمكن أن نعتبره مقدمة للأغنية وإنما هو مقدمة لتهيئة المغني أو مجموعة المغنين للغناء وذلك عن طريق تركيز النغمة في أذن المغني ويصل إلى درجة السلطنة فيبدأ في الغناء
البشرف غير مقيد بأي مقام من المقامات ، أما بالنسبة للإيقاعات فيجب أن يُلحن البشرف على إيقاعات كبيرة أمثال الفاخت ويتألف البشرف من خمسة أجزاء تسمى أربعة منها خانات والجزء الخامس بالتسليم ، ويكرر التسليم بعد كل خانة من الخانات ، كما تلحن الخانة الأولى والتسليم من المقام الذي سمي به البيشرو ، أما الخانات الثلاث الأخرى فتلحن من مقامات مختلفة
أهم البشارف الموجودة
بشرف راست لعاصم بك ، بشرف نهاوند عثمان بك ، بشرف حجاز كار لنديم الدرويش
السماعي
يطلق لفظ السماعي على صيغة تأليف آلي تتفق وصيغة البشرف ، إنما يختلف عن البشرف بأن هذا القالب لايوزن إلا على إيقاع السماعي الثقيل أي ارتبط هذا القالب باسم الإيقاع الذي يوزن عليه اللحن ويتألف السماعي من أربع خانات وتسليم وهي كما يلي خانة أولى وتسليم ، خانة ثانية وتسليم ، خانة ثالثة وتسليم ، خانة رابعة وتسليم
تلحن الخانة الأولى والثانية والثالثة والتسليم على إيقاع السماعي ، أما الخانة الرابعة فتلحن على إيقاعات سريعة أو مركبة وغالباً تكون من الفالس
اهتم الملحنون بهذا القالب التركي ولحنوا عليه الكثير نذكر أهمهم
سماعي هزام لمحمد عبد الوهاب
سماعي حجاز كار كردي لمنير بشير
سماعي عجم عشيران للشيخ علي الدرويش
سماعي عشيران للشيخ علي الدرويش
سماعي نهاوند لنديم الدرويش
وكان الأتراك يعزفون السماعي إما بعد البيشرو مباشرة أو بعد الوصلة الغنائية ، أما العرب فإنهم يستهلون وصلتهم الغنائية بإحدى هاتين الصيغتين ، ومع مرور الوقت وتقدم الزمن حل السماعي محل البشرف وذلك قبل البدء بالوصلة الغنائية ليتم تهيئة أذن المطرب على المقام الذي سيغني منه وصلته الغنائية
اللونغة
كلمة أعجمية ، وهي بالأصل ليست موسيقى آلية بل موسيقية خاصة بالرقص في منطقة البلقان
اللونغة بالتعريف هي معزوفة رشيقة وسريعة مبنية على شاكلة البشرف والسماعي فهي تحوي أربع خانات وتسليم لكن الفرق بينها وبين البشرف والسماعي بأنها توزن و توقع على إيقاعات بسيطة كإيقاع الفوكس ، وأهم اللونغات هي
لونغة نهاوند لرياض السنباطي
لونغة شهناز لأدهم أفندي
لونغة حجاز كار لجميل عويس
الدولاب
هو مقدمة موسيقية مؤلفة من عدد بسيط جداً من الجمل الموسيقية لتركيز المقام في أذن المغني كي يؤدي غناءه بشكل سليم ، إذ يقوم بنفس الوظيفة التي يقوم بها البشرف والسماعي وإنما الدولاب مقدمة قصيرة بينما موسيقى البيشرو والسماعي طويلة
التقاسيم
وهي عبارة عن ألحان مرتجلة أي غير مدونة كنوطة موسيقية تعزف على أية آلة موسيقية عربية منفردة ، ومن أي مقام من المقامات ولا توجد قوالب خاصة لإجراء التقاسيم وإنما هي من وحي الخاطر ، يرتجلها العازف مراعياً سيطرة شخصية المقام الأساسي ويركزها في ذهن المستمع بما لديه من مشاعر وانفعالات وسعة علم وخبرة والجو المحيط أثناء الحفلة
أنواع التقاسيم
التقاسيم الكاملة
هي التي تهيء المستعمين للاستماع إلى العازف البارع الذي يحلق بالحاضرين في أجواء خيالية وفي هذا النوع يستطيع العازف أن يأخذ العازف مجاله ووقته كما يحب
التقاسيم كمقدمة للغناء
تكون هذه الحالة قصيرة المدى وأسلوبها يسعى لتثبيت شخصية المقام المنتسبة إليه ومن ثم تمهد لاستقبال الأغنية
كما تقسم التقاسيم إلى نوعين
الأول
وهو الأكثر انتشاراً يُؤدى دون إيقاع أو ميزان ويطلقون عليه التقاسيم السائبة
الثاني
وهو التقسيم على الوزن أي التقاسيم الموزونة التي تتقيد بالإيقاع وغالباً يكون على إيقاع الوحدة أو المصمودي أو السماعي الثقيل
التحميلة
هي معزوفة موسيقية تكون ألحانها بمثابة محاورة بين العازفين على الآلات الموسيقية كالعود والقانون والكمان والناي كود:
تبدأ باستهلال لحني قصير يؤدى من قبل جميع العازفين ثم ينفرد أحدهم بأداء تقسيمة موزونة قصيرة ، تكون بمثابة سؤال لحني موجه إلى بقية العازفين ، وتكون إجابة الفرقة الموسيقية بعزف لحن الاستهلال وتتكرر العملية عدة مرات على أن تكون التقسيمة الموزونة مرة على العود وأخرى على القانون وثالثة على الكمان وأخيراً على الناي وبعد عزف التقسيمة الصغيرة الموزونة يعزف لحن الاستهلال وتنتهي التحميلة عند انتهاء لحن الاستهلال
الدور
كود:
هو نوع من الزجل ينظم متحرراً من فصاحة اللغة والأوزان العروضية المعروفة ، معناه الحركة ، أي عودة الشيء إلى ما كان عليه وفي الغني فإن الملحن يلتزم بالعودة إلى اللحن الأساسي بعد أن يفرغ من التنقل بين المقامات ليستقر على نغمة المقام الأساسية عرف الدور في مصر في عشرينات القرن الماضي وانتشر منها كود:
يتألف الدور من
المذهب: وهو الجزء الأول من الدور وتؤديه المجموعة
الأغصان: وهو يلي المذهب حيث ينفرد المغني الرئيسي بأداء الغصن الأول ثم ينتقل إلى الأغصان الأخرى وبين كل غصن وغصن يعود إلى المذهب
كان تلحين الغصن مثل تلحين المذهب ، كما كان يوزن غالباً على إيقاع الوحدة الكبيرة أو المصمودي الكبير وهي إيقاعات بسيطة وكان يحلو للبعض أن يلحن المذهب على إيقاع والأغصان على إيقاع آخر فمثلاً في دور "يللي بتشكي م الهوى هون عليك" للشيخ زكريا أحمد حيث استخدم إيقاع النواخت في المذهب وإيقاع الوحدة والفالس في الأغصان ، وقد تطور الدور فيعد ان كان المغني يردد اللحن منفرداً على لحن المذهب صار يردده عدداً من المرات بألحان مختلفة تغاير لحن المذهب ، مرة لوحدة وأخرى مع المجموعة ومن ثم ينفرد المغني بالغناء لوحده فيتصرف في اللحن على هواه في حركة يطلق عليها اسم الهنك
ومن أئمة ملحني الأدوار
محمد عثمان الذي يعود الفضل إليه في تهذيب الدور من حيث الجمل الموسيقية وهو أول من أوجد طريقة الهنك في أداء الدور ومن أشهر أدواره " يامنت وحشني" مقام حجاز كار ، إيقاع مصمودي
عبده الحامولي الذي كان يأخذ الدور القديم فيصقله ويثقفه ويهذبه فيخرج طرياً وأعمق تأثيراً وأكثر طرباً أما صوته فقد وصفه سامي الشوا بأنه كان أعجوبة في قوته وحلاوته وطلاوته وسحره ، فكان يبدأ من القاعدة العريضة ثم يرتفع شيئاً فشيئاً حتى يصل إلى الأجواء العالية التي لايلحق بها لاحق، وكثيراً ما كان عازف القانون يقف عن العزف لأن صوت الحامولي تجاوز في ارتفاعه أعلى طبقة من أوتار آلة القانون ومن أشهر أدواره "الله يصون دولة حسنك" من مقام حجاز كار وإيقاع وحدة كبيرة كود:
وهناك آخرون أيضاً ممن اهتموا بالدور نذكر منهم داوود حسني و محمد القصبجي و زكريا أحمد و رياض السنباطي و محمد عبد الوهاب و سيد درويش
القصيدة
كود:
هي شعر عمودي مقفى، وتعتبر من أرقى أنواع الغناء العربي وتغنى ملحنةً أو مرتجلةً فإن كانت ملحنةً فيجب أن يكون هناك لوازم موسيقية وإيقاع محدد يلائم هذا الشعر ، أما إذا كانت مرتجلة فتعتمد على مقدرة المغني أولاً وأخيراً وعلى حسن تصرفه في المقام كود:
يعتبر الشيخ أبو العلا محمد هو الرائد الأول في تلحين القصيدة ، فقد حافظ على القالب التقليدي للقصيدة ، وألزم المطربين بالتقيد الكامل بشروطه من خلال اللحن الذي يضعه ، ولم يسمح بالتصرف فيه إلا في الحدود الضيقة التي يتطلبها أسلوب الارتجال في العرض الصوتي
ومؤلفاته لا تخرج بمجموعها عما ذكرناه ، وتعتبر حتى اليوم صورة ناطقة عن تعصبه وحبه للغة العربية الفصحى وتعتبر قصائد أبي العلا محمد نموذجاً مثالياً للقصيدة العربية في الغناء الكلاسيكي لحناً وأداءً وصياغةً ومن أشهرها "وحقك أنت المنى والطلب" و أفديه إن حفظ الهوى
أما محمد القصبجي فكان يحلم بأن يتكلم من خلال القصيدة ، بلغة العصر الذي يعيش فيه ومن هنا تباينت طريقتا أبي العلا ومحمد القصبجي في نظرتهما لمستقبل القصيدة فالأول يريد التمسك بقالب القصيدة واللغة العربية الفصحى والثاني بدأ يحاول في تطوير قالب القصيدة كي تتفق وحاجات العصر الذي تعيش فيه فكانت قصائده الأولى لأم كلثوم كود:
أما محمد عبد الوهاب فقد استفاد من اصلاحات الشيخ أبي العلا محمد و القصبجي معاً ، لكنه لم يخرج عن القالب التقليدي كثيراً ومن أشهر قصائده يا جارة الوادي
الدايالوج
كود:
وهو عمل غنائي موظف ضمن عمل درامي ، ويشترط في غناء الديالوج شخصين مطرب ومطربة ومن أشهر من غنى الديالوجات كود:
محمد عبد الوهاب و ليلى مراد يادي النعيم
رياض السنباطي و هدى سلطان فاضل يومين كود:
إبراهيم حمودة وأم كلثوم إحنا لوحدنا
المونولوج
كود:
ولد المونولوج في الثلاثينيات على يد أحمد رامي الذي صاغه شعراً و محمد القصبجي الذي ترجم الشعر إلى غناء كود:
والمونولوج هو غناء إفرادي يؤديه المطرب أو المطربة بعيداً عن المرددين وبمصاحبة الفرقة الموسيقية ، ولا يشترط فيه سوى التقيد كسائر القوالب الفنية في نهايته بالمقام الذي بدأ به لحناً وغناءً
من الناحية الفنية يتألف المونولوج من مقدمة موسيقية تسبق الغناء ومن لوازم وجمل موسيقية تترجم معاني الكلمات إلى لحن يتفق مع معاني الأبيات ويقال عن المونولوج بأنه أغنية عاطفية تكتب شعراً تعتمد على تفعيلات سهلة من بحور الشعر أو مجزوئه وذات قوافٍ واحدة أو متعددة ، وإما زجلاً يجمع بين الفصحى والعامية كود:
ومن أشهر أمثلة المونولوج لدينا "دخلت مرة الجنينة" لأسمهان و "رقّ الحبيب" لأم كلثوم
الطقطوقه
كود:
هي نظم من الزجل، عالجه عدد من الشعراء أمثال بديع خيري و بيرم التونسي و أحمد رامي ، وحوله إلى غناء الموسيقار زكريا أحمد وكان ذلك في الثلاثينيات كود:
وتعتمد الطقطوقة على لازمة موسيقية واحدة ، يليها المقطع الأول ثم تعاد اللازمة وننتقل إلى المقطع الثاني ، ثم اللازمة ، وبعدها المقطع الثالث ثم اللازمة ليتم بذلك قفل الطقطوقة كود:
أهم الطقطوقات التي لحنها الشيخ زكريا أحمد ، "جمالك ربنا يزيدو" و "ليه عزيز دمعي تذله" و "اللي حبّك يا هناه" وأشهر هذه الطقاطيق على الإطلاق طقطوقة " غني لي شوي شوي" وذلك عام 1944 في فيلم سلامة لأم كلثوم ، ثم عمد زكريا أحمد إلى تطوير الطقطوقة فجعلها قريبة من المونولوج من حيث اللحن فحلق بها إلى آفاق عالية كما فعل بطقطوقة حبيبي يسعد أوقاته
الموال
كود:
صنف من صنوف الشعر الشعبي العربي المعروف منذ زمن طويل ، ومنهم من يعتبر بداية الموال عند بداية ظهور الإسلام ومنهم من يرده إلى مدينة واسط في العراق إلى أواخر العهد الأموي كود:
أنواع الموال
السداسي المصري: ويتكون في الأربع شطور الأولى من قافية معينة وفي الشطر الخامس قافية مختلفة ، ثم يأتي الشطر السادس والأخير بنفس قافية الأشطر الأربع الأول
السبعاوي العراقي: ويسمى أيضاً بالبغدادي لأن أهالي بغداد هم من أوجدوه ونشروه ، ويسمى في سورية بالموال الشرقاوي، تكون فيه الأشطر الثلاث الأول من قافية والأشطر الثلاث الباقية من قافية أخرى أما الشطر السابع فتكون له نفس قافية الشطر الأول
كما توجد أنواع كثيرة من المواويل كالثماني والتسعاوي والعشراوي ، وفي جميع هذه المواويل يراعى الطباق والجناس والزخرفة اللفظية في نظمها
مواضيع المواويل
في الغزل بقي الموال الشعبي الغزلي محافظاً على عفته ، حيث يكتفي الناظم بوصف عيني حبيبته ووجها الصبوح وسهام لحظها
وفي العتاب كانت مواويل العتاب والحنين ذروة في الصدق
وفي المدح فقد لعب الموال دوراً هاماً في المدح ،إلى درجة يقال فيها أن موالاً واحداً أغنى صاحبه في إحدى المرات
أما الغناء بكلمة ياليل فهو غناء ارتجالي شجي يراعى فيه التطريب ويظهر المغني فيه براعته في تلاعبه في التنقل بين النغمات واستعراض المجال الصوتي العريض عنده واستخدام علمه الموسيقي في التنقل بين مقام وآخر
ومن أشهر الأمثلة لدينا
ليالي غير موزونة لـ بكري الكردي
ليالي موزونة لـ صباح فخري كود:
ليالي موزونة لـ كارم محمود
قوالب التأليف للآلات الموسيقية
كود:
القوالب المستخدمة في الموسيقى العربية منها ما هو عربي ومنها تركي ومنها فارسي كود:
البشرف
كلمة فارسية معناها إلى الأمام ، والمقصود بهذا القالب أن يؤدى كبداية لكل عمل غنائي ، أو وصلة غنائية ، ولايمكن أن نعتبره مقدمة للأغنية وإنما هو مقدمة لتهيئة المغني أو مجموعة المغنين للغناء وذلك عن طريق تركيز النغمة في أذن المغني ويصل إلى درجة السلطنة فيبدأ في الغناء
البشرف غير مقيد بأي مقام من المقامات ، أما بالنسبة للإيقاعات فيجب أن يُلحن البشرف على إيقاعات كبيرة أمثال الفاخت ويتألف البشرف من خمسة أجزاء تسمى أربعة منها خانات والجزء الخامس بالتسليم ، ويكرر التسليم بعد كل خانة من الخانات ، كما تلحن الخانة الأولى والتسليم من المقام الذي سمي به البيشرو ، أما الخانات الثلاث الأخرى فتلحن من مقامات مختلفة
أهم البشارف الموجودة
بشرف راست لعاصم بك ، بشرف نهاوند عثمان بك ، بشرف حجاز كار لنديم الدرويش
السماعي
يطلق لفظ السماعي على صيغة تأليف آلي تتفق وصيغة البشرف ، إنما يختلف عن البشرف بأن هذا القالب لايوزن إلا على إيقاع السماعي الثقيل أي ارتبط هذا القالب باسم الإيقاع الذي يوزن عليه اللحن ويتألف السماعي من أربع خانات وتسليم وهي كما يلي خانة أولى وتسليم ، خانة ثانية وتسليم ، خانة ثالثة وتسليم ، خانة رابعة وتسليم
تلحن الخانة الأولى والثانية والثالثة والتسليم على إيقاع السماعي ، أما الخانة الرابعة فتلحن على إيقاعات سريعة أو مركبة وغالباً تكون من الفالس
اهتم الملحنون بهذا القالب التركي ولحنوا عليه الكثير نذكر أهمهم
سماعي هزام لمحمد عبد الوهاب
سماعي حجاز كار كردي لمنير بشير
سماعي عجم عشيران للشيخ علي الدرويش
سماعي عشيران للشيخ علي الدرويش
سماعي نهاوند لنديم الدرويش
وكان الأتراك يعزفون السماعي إما بعد البيشرو مباشرة أو بعد الوصلة الغنائية ، أما العرب فإنهم يستهلون وصلتهم الغنائية بإحدى هاتين الصيغتين ، ومع مرور الوقت وتقدم الزمن حل السماعي محل البشرف وذلك قبل البدء بالوصلة الغنائية ليتم تهيئة أذن المطرب على المقام الذي سيغني منه وصلته الغنائية
اللونغة
كلمة أعجمية ، وهي بالأصل ليست موسيقى آلية بل موسيقية خاصة بالرقص في منطقة البلقان
اللونغة بالتعريف هي معزوفة رشيقة وسريعة مبنية على شاكلة البشرف والسماعي فهي تحوي أربع خانات وتسليم لكن الفرق بينها وبين البشرف والسماعي بأنها توزن و توقع على إيقاعات بسيطة كإيقاع الفوكس ، وأهم اللونغات هي
لونغة نهاوند لرياض السنباطي
لونغة شهناز لأدهم أفندي
لونغة حجاز كار لجميل عويس
الدولاب
هو مقدمة موسيقية مؤلفة من عدد بسيط جداً من الجمل الموسيقية لتركيز المقام في أذن المغني كي يؤدي غناءه بشكل سليم ، إذ يقوم بنفس الوظيفة التي يقوم بها البشرف والسماعي وإنما الدولاب مقدمة قصيرة بينما موسيقى البيشرو والسماعي طويلة
التقاسيم
وهي عبارة عن ألحان مرتجلة أي غير مدونة كنوطة موسيقية تعزف على أية آلة موسيقية عربية منفردة ، ومن أي مقام من المقامات ولا توجد قوالب خاصة لإجراء التقاسيم وإنما هي من وحي الخاطر ، يرتجلها العازف مراعياً سيطرة شخصية المقام الأساسي ويركزها في ذهن المستمع بما لديه من مشاعر وانفعالات وسعة علم وخبرة والجو المحيط أثناء الحفلة
أنواع التقاسيم
التقاسيم الكاملة
هي التي تهيء المستعمين للاستماع إلى العازف البارع الذي يحلق بالحاضرين في أجواء خيالية وفي هذا النوع يستطيع العازف أن يأخذ العازف مجاله ووقته كما يحب
التقاسيم كمقدمة للغناء
تكون هذه الحالة قصيرة المدى وأسلوبها يسعى لتثبيت شخصية المقام المنتسبة إليه ومن ثم تمهد لاستقبال الأغنية
كما تقسم التقاسيم إلى نوعين
الأول
وهو الأكثر انتشاراً يُؤدى دون إيقاع أو ميزان ويطلقون عليه التقاسيم السائبة
الثاني
وهو التقسيم على الوزن أي التقاسيم الموزونة التي تتقيد بالإيقاع وغالباً يكون على إيقاع الوحدة أو المصمودي أو السماعي الثقيل
التحميلة
هي معزوفة موسيقية تكون ألحانها بمثابة محاورة بين العازفين على الآلات الموسيقية كالعود والقانون والكمان والناي كود:
تبدأ باستهلال لحني قصير يؤدى من قبل جميع العازفين ثم ينفرد أحدهم بأداء تقسيمة موزونة قصيرة ، تكون بمثابة سؤال لحني موجه إلى بقية العازفين ، وتكون إجابة الفرقة الموسيقية بعزف لحن الاستهلال وتتكرر العملية عدة مرات على أن تكون التقسيمة الموزونة مرة على العود وأخرى على القانون وثالثة على الكمان وأخيراً على الناي وبعد عزف التقسيمة الصغيرة الموزونة يعزف لحن الاستهلال وتنتهي التحميلة عند انتهاء لحن الاستهلال